كشف خالد الحسيني.. المدير التنفيذي لجمعية التعافي من المخدرات في حوار مع «الايام» عن ان هناك مشروع افتتاح دار للنساء للتعافي جاهز للتشغيل، غير انه اشار الى ان ما ينقصه هو الدعم المادي او الجهة التي تتكفل بالمشروع. وحمل الأسرة مسؤولية تعاطي ابنائها وادمانهم المخدرات، ومعرباً عن اسفه في ان دورها لا يذكر وغير ملموس، ومشدداً على ان دور الأسرة والمجتمع لابد ان يكون فعالاً لحماية ابنائهم من جميع انواع الإدمان. كما دعا الاجهزة المختصة الى تحمل مسؤولياتها في علاج قضية الادمان، مشيراً الى أن بعض الوزارات تقوم باجتهادات توعوية وتثقيفية واعلامية لا تذكر. وبين الحسيني مشاكل الجمعية في انها تتمثل في عدم وجود مركز خاص للجمعية وقلة الدعم المالي لتنفيذ المشاريع المتطورة والحديثة وتوفير الكادر المختص وتوظيف المتعافين، فضلاً عن عدم الاعتراف بوجود مشكلة الادمان ووضع الحلول لها. كما كشف عن ان عدد المتعافين الذين قدمت لهم الجمعية برنامج التعافي من المخدرات بلغ نحو 463 من المواطنين والخليجيين والمقيمين في 3 سنوات، ومشيرا الى ان الجمعية تقدم مجاناً خدمة التعافي من المخدرات حيث يكلف المريض الواحد الجمعية نحو 450 ديناراً شهرياً. وناشد الحسيني جلالة الملك تخصيص ارض للجمعية ومركز متكامل لتوفير كافة احتياجات المتعافي من المخدرات، ومعرباً عن أمله ومجلس ادارة الجمعية في مقابلة سمو رئيس الوزراء. وبين ان هناك تعاوناً مع ادارة الإصلاح والتأهيل، حيث قدمت الجمعية برنامج التعافي لنزلاء قضايا المخدرات لـ (50) متعافياً و(70) في قائمة الانتظار. واعلن الحسيني عن ان الجمعية تمد يدها لجميع الجهات المختصة بالتعاون وفتح قنوات التواصل بما فيه مصلحة المواطن والوطن، معرباً عن أمله في يتم التعاون بين الجمعية ووزارة الصحة في عملية التعافي والتأهيل من المخدرات. وقد تطرق الحوار الى عدة قضايا واشكاليات حول قضية تعاطي وادمان المخدرات وآثارها ودور الاسرة والمجتمع والاجهزة المختصة وابرز التحديات التي تواجه هذه القضية.. وإليكم نص الحوار ..
] في مستهل الحوار.. ما الدور الذي تقوم به الجمعية في قضية التعافي من المخدرات؟ – تم تأسيس الجمعية بتاريخ 6 مارس 2012م وهي الوحيدة في المنطقة ودول الخليج التي تقدم هذه الخدمات مجانية لمتعاطي المخدرات وتقدم لنا وزارة التنمية الاجتماعية – وهي الجهة التي تتبعها الجمعية – دعماً مادياً بسيطاً ومعنوياً وتسهل لنا المهام للجمعية، وبالضرورة في قضية المخدرات من تكاتف الجهود في سبيل درء مفسدة، أو جلب مصلحة، تكون نسبته من النجاح أكبر منه لو كان منوطاً بجهة واحدة معينة، وانه لمن الواضح والملاحظ مدى الضرر البالغ الذي يُحدثه ذاك الشبح المخيف، والذي بدأ ينتشر في جسد مجتمعنا المحافظ، ألا وهو شبح الإدمان على المخدرات. وتابع: الإدمان مشكلة كبيرة، يحتاج المجتمع في سبيل مواجهتها، والسيطرة عليها كثيراً من الجهود والعمل الدؤوب، لذا فـنحن في جمعية التعافي من المخدرات بمملكة البحرين شرعنا – بعون الله تعالى – بالعمل جنباً إلى جنب مع الأجهزة الرسمية والمؤسسات الأهلية والأفراد في الوقوف أمام هذا المد الخطير لشبح الإدمان، وقد جندنا كل طاقاتنا وخبراتنا في هذا السبيل سائلين المولى عز وجل أن يعيننا على تكثير الخير وتقليل الشر وأن يجزي الجميع خير الجزاء. ] وماذا عن التعاون بين الجمعية والادارة العامة للإصلاح والتأهيل؟ – هناك تعاون مشترك جيد بيننا وبين إدارة الاصلاح والتأهيل بتقديم برنامج التعافي لنزلاء قضايا المخدرات ويبلغ عددهم تقريباً (50) متعافياً و(70) في قائمة الانتظار حيث يطبق البرنامج التأهيلي التثقيفي السلوكي ثلاثة ايام في الاسبوع، وقد تم مؤخراً توفير مبنى خاص للمتعافين وتقوم ادارة الاصلاح والتأهيل مشكورة بتوفير كل ما يلزم لنجاح البرنامج. ] كم يبلغ عدد المتعافين منذ إنشاء الجمعية منذ أكثر من ثلاث سنوات وحتى الآن؟ – عدد المستفيدين من البرنامج إجمالاً هو (463) مستفيداً ومن دول الخليج واخرى كذلك من المقيمين، وبلغ عدد المستفيدين في العام الماضي نحو «234» وحتى النصف الاول من العام الجاري. ] كم تبلغ ميزانية الجمعية حالياً؟ – لا توجد ميزانية محددة حسب التبرعات، حيث في بداية التأسيس استعانت بقرض حسن من احد الافاضل ودعم من جمعية العائلة البحرينية، يختلف وذلك حسب المنحة المالية السنوية للمنظمات الاهلية من قبل وزارة التنمية، كما تتلقى الجمعية تبرعات ومعونات بشكل متقطع وهناك البعض بشكل مستمر. ] هل هناك تعاون بين جمعيتكم ونظيراتها في دول الخليج؟ وفيم يتمثل هذا التعاون؟ – هناك تعاون حيث نستقبل ونرسل مرضى الادمان وتبادل الخبرات وورش العمل وعمل الملتقيات والانشطة لدول الخليج، كما تم ارسال عدد من المدمنات إلى مجمع الأمل بالدمام لتلقي العلاج والتأهيل ويتم متابعتهن من قبل الجمعية، وايضا هناك ملتقى للمتعافين سنوياً في فصل الشتاء ينظم من قبل مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام حيث يشارك فيه جميع متعافي دول الخليج وهو على شكل مخيم كبير ويقام لمدة (3 شهور)، وتشارك الجمعية بعدة ايام متفرقة خلال الفترة وبجميع الانشطة القائمة في الملتقى من تبادل الخبرات وحظور الاجتماعات وفريق كرة القدم والطائرة ومسابقة افضل مسرحية. ] ما أبرز المعوقات التي تواجه الجمعية حالياً في الوقت الراهن؟ – عدم وجود مركز خاص للجمعية وقلة الدعم المالي لتنفيذ المشاريع المتطورة والحديثة وتوفير الكادر المختص وتوظيف المتعافين، عدم الاعتراف بوجود مشكلة الادمان ووضع الحلول فمن يعمل في هذا المجال مازال على الطريقة المتبعة قبل 25 سنة ولم يغير ولا يقبل التغيير او التعاون والمساعدة. ] ما مراحل برنامج التعافي من المخدرات؟ وهل هو صحي أم ديني أم ثقافي توعوي؟ – تتمثل مراحل برنامج التعافي من المخدرات في عدة خطوات وهي كالتالي: – اختبار دافعية المدمن للتعافي وصدق رغبته للتوبة، وأقصى مدة لها هي خمسة عشر يوماً، فإذا اجتاز النزيل هذه المرحلة بنجاح ينتقل إلى المرحلة التي بعدها. – مرحلة يتم التركيز فيها على تثقيف النزيل، ورفع درجة استبصاره بالإدمان، والعوامل التي تساعده في الثبات على تعافيه وابتعاده عن التعاطي. – مرحلة بدء الفريق العلاجي بتهيئة النزيل للتعامل مع الحياة الخارجية، وتعديل وضعه الاجتماعي من الجانب الأسري والعملي، يعطى النزيل يومين في الأسبوع يعفى فيهما عن حضور النشاطات ليركز على إعادة علاقته الأسرية، والبحث عن عمل تحت إشراف الفريق العلاجي، وقد تصل مدة بقائه في هذه المرحلة إلى تسعين يوماً. – ينتقل النزيل بعد أن يجد له عملاً وقد تطول فترة بقائه في هذه المرحلة إلى ستة أشهر أو أكثر. وتابع: اما البرنامج الصحي والتي تتضمن الانشطة الرياضية والترفيهية: ديني: تقوية الوازع الديني – حث المتعافين على الصلاة – حث المتعافين على الصيام وتحفيظ القرآن – الرحلات الإيمانية (العمرة والحج)، ومضيفا «اما البرنامج الثقافي والتوعوي فيشمل توجيه وإرشاد المدمنين وأسرهم، والدروس العلمية والتدخلات النفسية والاجتماعية وإرشاد المتعافين. وزاد: يتكون فريق العلاج التأهيلي من مرشد ديني، وأخصائي نفسي، وأخصائي اجتماعي، ومرشد تعافي، بالإضافة إلى مشرف السكن، وكلٌ يعمل حسب اختصاصه ويعالج الجانب المناط به من شخصية المتعافي، ويوجد برنامج تأهيلي يومي يتكون من عدة حصص، مثل: المحاضرات التثقيفية بالادمان، وجلسات العلاج المعرفي السلوكي، وجلسات العلاج الجماعية والفردية وجلسات التعافي، والمحاضرات النفسية والدروس الاسبوعية الدينية والنشاط الرياضي وغير ذلك. ] هل هناك متابعة من الجمعية للمتعافين من تعاطي المخدرات؟ وهل تحدث احياناً انتكاسات ومعاودة الى التعاطي؟ – نعم هناك متابعة من الجمعية للمتعافين من تعاطي المخدرات من جميع الفئات العمرية وذلك بعد استكمال الفترة التأهيلية وبعد خروجه من الجمعية يتم التواصل مع المتعافي كما يتم حضوره الاجتماعات من الخارج وأيضا المشاركة في جميع الانشطة الخارجية مثل الرحلات الترفيهية والرياضية حتى الرحلات الايمانية، وقد تحدث انتكاسات بالعودة إلى التعاطي وذلك لابتعاده نهائياً عن حضور الاجتماعات والمتابعة من قبل المتعافي. ] ما دور الاسرة والمجتمع في توعية الشباب من خطورة الادمان؟ – للأسف دور لا يذكر وغير ملموس ويجب ان تبدأ الجهات بالعمل على هذا الموضوع، حيث ان دور الأسرة والمجتمع هو دور مهم في تربية الابناء وحمايتهم من الوقوع في الآفات، حيث للأسرة دور فعال لحماية ابنائهم من جميع انواع الإدمان، فضلاً عن أن قبول الأبناء لآبائهم وعدم وجود أي انحرافات في نموذج الآباء يؤدي إلى تأثرهم بشخصية الآباء وثبات معتقداتهم وقدرتهم على اختيار الأصدقاء وتحمل ضغوطهم لتعاطي أو لتجربة المخدرات. لذلك فإن تعليم الأبناء الاعتماد على أنفسهم والثقة في قراراتهم المبنية على حسن التقدير وعدم الانحراف خلف قرارات الآخرين هو العامل الأساسي الذي سوف يجعلهم يرفضون تعاطي المخدرات حتى لو تعاطاها كل أصدقائهم. ولكي يتخذ الأبناء قرار عدم تجربة المخدرات باقتناع فإن الآباء يستطيعون تأكيد ذلك من خلال: 1- تعليم الأبناء الحقائق والمخاطر الناجمة عن استعمال الخمور والمخدرات. 2- تعليمهم المبادئ الأساسية للصحة العامة وطرق حماية أنفسهم وأهمية ذلك للحياة الصحية السليمة. 3- حسن تأديبهم وإظهار حرمة تجربة وتعاطي المخدرات وأثرها على النفس والمجتمع وتذكيرهم بكل ما جاء من آيات عن الخلق السليم والحفاظ على النفس «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» صدق الله العظيم .. فإن الامتناع عن تعاطي المخدرات يأتي كسلوك ديني عام يهدف إلى منع حدوث الانحرافات السلوكية عامة. 4- أن يكون هناك حدود لسلوك الأبناء ويجب عدم السماح بتخطي هذه الحدود، فلا يجوز مثلاً للأبناء تعاطي الحشيش أو الخمور، مما قد يؤدي بهم إلى الانهيار وإلى تعاطي الهيروين. 5- مساعدة الأبناء على اكتساب المهارات التي ترفع من قدراتهم المعرفية فتساعدهم على الثقة في أنفسهم وعدم السعي إلى خلق أوهام من خلال حصولهم على الثقة في النفس نتيجة لتقليدهم للآخرين. ] افتتحت الجمعية »دار الأمل».. فماذا عنها؟ وهل توجد إقامة داخلية للخاضعين لبرنامج التعافي بالدار؟ – نعم توجد إقامة كاملة قد تمتد لأكثر من سنة ومن ضمن البرنامج التأهيلي هو الاقامة الكاملة، حيث يتضمن المبنى مكتب استقبال، وقاعة محاضرات، ومكاتب الأخصائيين النفسيين والمرشدين، غرف للإقامة الكاملة، وخيمة لاستقبال الزوار، بركة السباحة، طاولة البليارد، طاولة التنس، صالة رياضية. ] شارك عدد من منتسبي الجمعية في دورة اعداد مرشد تعافي وعلاج الادمان بالقاهرة خلال الشهر الماضي .. فماذا عن هذه الدورة؟ وما دور المرشدين الشباب بين أقرانهم؟ – دورة إعداد مرشدي التعافي لتطوير مهاراتهم في عملية الارشاد وتثقيف المتعافين لكسب الخبرة والعمل مع الفريق المعالج في إلقاء المحاضرات في الجمعية وخارجها مثل المدارس والجامعات وبعض الاندية والملتقيات والمراكز الصحية. ] كشفت احصائية منظمة الصحة العالمية عن وجود ما بين 20 – 30 ألف مدمن في البحرين وأدى ذلك الى اصابة نسبة 95% بامراض الالتهاب الكبدي الوبائي وان هناك نحو 350 حالة إيدز منهم.. فما صحة هذه الارقام؟ وكم يبلغ عدد المدمنين حالياً في البحرين؟ – بالنسبة عن احصائية منظمة الصحة العالمية فاعتقد لم تقم بهذه الاحصائية. اما صحة الرقم فأعتقد ان هناك عدداً اكبر غير معروف من (المدمنين) والسبب ان هناك متعاطين لم يتقدموا لطلب العلاج او لم يتورطوا في قضايا فلم تسجل. ] أشارات بعض المصادر الى ان علاج مريض الادمان من المخدرات يكلف اسرته او الدولة نحو 150 ديناراً يومياً وبالتالي شهرياً 4500 دينار. وهذا يمثل عبئاً على ميزانية الدولة او الاسرة.. فكم تبلغ تكلفة التعافي من المخدرات بالجمعية؟ – طبعاً المبلغ مبالغ فيه جداً وغير صحيح للأسف لماذا لانه لا يوجد من يبحث عن هذه الارقام او متخصص في العملية ولا يتم الاستعانة بمن لديه الكفاءة والخبرة، فقط يذكر رقم ويدفع. التكلفة الشهرية للمريض الواحد في الجمعية في حدود (400 – 450) ديناراً بحرينياً. ] ما دور وزارات التربية والصحة والتنمية الاجتماعية والاوقاف والثقافة والاعلام في الحد من التعاطي من المخدرات؟ – بالنسبة للتوعية والتثقيف اعلامياً او بالمحاضرات يوجد هناك اجتهادات من بعض هذه الوزارات ولكن لا تذكر للأسف الشديد. ] اخيراً.. ما خطة الجمعية للفترة المقبلة؟ وكم حالة تعالج حالياً من الإدمان او تخضع لبرنامج التعافي من الادمان؟ – الحصول على ارض خاص بالجمعية من الملك المفدى لبناء مركز متكامل يوجد فيه جميع ما يحتاجه المتعافي في مكان واحد خاص بالجمعية وتوظيف الكادر المؤهل من المتعافين والاخصائيين مما سيوفر الجهد والمال والوقت ونأمل بإنشاء قسم خاص بالنساء في القريب العاجل، وهناك مشروع فتح دار للنساء للتعافي جاهز ومع الكادر وما ينقصنا هو الدعم المادي او الجهة التي تتكفل بالمشروع. – عدد الاسرة الموجودة حالياً (58) سريراً منقسماً على فئتين بجميع مستلزماتها واحتياجاتها وهناك قائمة اسماء في الانتظار. وننتظر من الجهات ذات الاختصاص التعاون وفتح باب الحوار وتبادل الخبرات والاستفادة من كوادر الجمعية وتوعية الفرد والمجتمع بشكل أكبر وعلى نطاق واسع لمحاصرة المشكلة ووضح الحلول وتكاتف الجميع.