الرئيسية / غير مصنف / جمعية “تعافي”… ثمرة أهل الخير (1)

جمعية “تعافي”… ثمرة أهل الخير (1)

الأحد 20 ديسمبر 2015 العدد: 2623

بقلم هدى هزيم: بفضل من الله وجهود رجال “الحد” وتبرعات أهل الخير، تأسست جمعية التعافي من المخدرات، لعلاج وتأهيل المدمنين عبر برنامج علاجي وتأهيلي شامل.
رحلة كفاح وعطاء، حولت الحلم الى حقيقة. كيف تحولت الفكرة الى واقع؟ ما هي أعمالهم وخدماتهم وأمنياتهم؟ يرويها خالد الحسيني العضو المؤسس والمدير التنفيذي للجمعية:
عملت كمرشد تعاف في مستشفى الأمل بالسعودية لمدة 7 سنوات، وحصلت على دبلوم “إعداد مرشدي التعافي”، حيث تلقيت تدريباً مكثفاً للتعامل مع المدمن وأسرته طوال مرحلة العلاج والتأهيل تحت إشراف أطباء متخصصين.
وعملت 9 سنوات كمشرف ومرشد تعاف بالتعاون مع مستشفى الأمل، في سكن لعلاج المدمنين بالسعودية اسمه “بداية الطريق”، لمساعدة المدمن على التعافي والحصول على وظيفة وقضاء حوائج أسرته، وكل ذلك من تبرعات المحسنين.
طوال (16) عاماً، أزور أهلي بالبحرين، وينفطر قلبي لضياع وموت كثير من المدمنين لعدم توفر العلاج والتأهيل الكامل. عّرض علي المشرف العام لمستشفى “الأمل”، فكرة إنشاء الجمعية في البحرين، حيث لاحظ متعافين بحرينيين يتعرضون للانتكاسة بعد توقفهم عن برنامج التأهيل في مستشفى الأمل.
في عام 2011، عرضت الفكرة على عدة جهات رسمية وأهلية في البحرين دون استجابة، حينها كنت أشغل ثلاث وظائف وبراتب مجز في السعودية. بعد فترة تلقيت اتصالاً من أحد رجال الحد، وعرضت المشروع كاملاً على أعضاء جمعية الحد الخيرية، وحصلنا على رخصة وزارة التنمية الاجتماعية. استأجرنا المبنى الحالي، وبدأ عمل الجمعية في 15 فبراير 2012، باستقبال المرضى بعد توفر ستة “أسرة”، وكنت إدارياً ومرشداً.
ثم تولى أحد المتعافين، مهمة الإشراف على المتعافين تحت العلاج، وصل عددهم اليوم إلى 500 متعاف. ونظراً لزيادة عدد المدمنين، استأجرنا مبنى (1) للمرحلة الأولى من العلاج، حيث يتخلص المدمن من سحب السموم والأعراض الانسحابية الحادة، ثم ينقل المدمن الى المبنى (2) ويسمى “دار الأمل”، وهنا يدخل المدمن المتعافي برنامجا علاجيا تأهيليا يمتد لسنتين، نوفر له السكن والمأكل والعلاج والتأهيل، وتقوم فلسفة دار الأمل على النقاط التالية: عدم تفهم الأسرة حالة المدمن والتعامل معه إما تساهلاً أو شدةً، عدم وجود صحبة صالحة وجو إيماني يساعد على التعافي، خروجه من جو المستشفى المقيد الى الشارع المفتوح، عدم تقبل مريض الإدمان من قبل المجتمع وعدم إعطائه الثقة والكشف عن إمكانياته وقدراته وتبيين ذلك له.
يتكون مبنى (2) من 7 غرف، كل غرفة تستوعب 6 أشخاص، والنزلاء بين مقيم وزائر دائم حسب مراحل التأهيل. وتحول لنا الحالات من النيابة العامة أو مراكز الشرطة، أو من أهل المدمن. علماً أن العلاج والتأهيل والإقامة مجانية. والفريق العلاجي يتكون من مشرف السكن ومرشد ديني وأخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي ومرشد تعاف والمدرب الرياضي والمشرف العام.
ويمر المدمن بعدة مراحل: مرحلة اختبار دافعيته وصدق رغبته في التوبة أقصاها 15 يوماً، اذا اجتازها بنجاح ينتقل الى المرحلة الثانية، وفيها نركز على تثقيفه بالعوامل المساعدة على الثبات في التعافي والابتعاد عن التعاطي، ثم تهيئته للتعامل مع الجانب الأسري والعملي، ويمنح إجازة يومين في الأسبوع ليركز على إعادة علاقته الأسرية والبحث عن عمل تحت إشراف الفريق العلاجي، وقد تصل مدة بقائه في هذه المرحلة الى 90 يوماً. كما نوفر برامج لتطوير الذات وأخرى إرشادية وترفيهية. ونقدم استشارات هاتفية لمدمنين نشطين يطلبون المساعدة لحل مشاكلهم الخاصة، وساعدتنا كثيرا تهيئة بعض المتعافين المميزين ليكونوا أعضاء الفريق العلاجي، لأنهم أقرب ما يكونوا لفهم مشاعر المدمنين النشطين ومنحهم الأمل للعودة كأعضاء ناجحين في المجتمع. يتبع…

Top